عمّان، مدينة يقطنها أكثر من (4) ملايين نسمة، تضم معالم حضارية مزجت العصرية بتاريخ يعود لحضارات تركت بصماتها عليها.
لهذا تسعى أمانة عمان ضمن استراتيجيات عملها إلى تعزيز المدينة حضارياً وتمكين قطاعاتها الخدمية والثقافية والسياحية لتضاف إلى تاريخ المدينة الأثري، وتصبح تراثاً إنسانياً يتحمل قاطنيها جزءاً من مسؤولية العناية والمحافظة عليه .
وتضيف الأمانة اليوم في واحدة من أكبر مشاريعها الخدمية "الحافلات سريعة التردد / مشروع الباص السريع" عناصر معمارية و"أيقونات حضرية" راعت في تصاميمها الحفاظ على هوية المدينة وأصالتها بالتوازي مع الاهتمام بتحسين الارصفة وتجميل الفراغات دون المساس بحضارتها وتاريخها الممتد لآلآف السنين .
المحطات : محطة طارق .
أولى المحطات، وتقع على تقاطع شارعي الأمير حمزة وطارق الرئيسي مع شارع الشهيد، وتتميز بأنها تعلو منطقة الدوار الواقع على التقاطع والمكون من نفقين ودوار، حيث روعي في تصميمها الحداثة بتزويدها بأحدث الأنظمة والتجهيزات التي تضمن سهولة انتقال الركاب من مستوى الدوار إلى جسم المحطة وبالعكس مستخدمين أدراج كهربائية ومصاعد وجسور مشاة مصممة لتشكل فراغاً حضرياً ومهيئاً لكافة فئات المجتمعوذوي الإعاقات .
وستشكل المحطة صلة الوصل مع خط الباص السريع / الزرقاء – عمان الذي ستنفذه وزارتي الاشغال والنقل .
محطة صويلح .
تعد محطة صويلح نقطة الربط بين مدينة عمان ومحافظات الشمال، وفي المرحلة الثانية ستكون نقطة الربط مع جنوب عمان " شارع المطار" تحديداً .
تتميز المحطة بتعدد الطبقات لاختلاف مناسيب منطقة الدخول عن مناسيب مناطق الخروج منها، وجاء تصميمها لعكس فرق الارتفاع بكتل وتشكيلات معمارية بسيطة وحديثة، وربط التصميم المحطة والحديقة المجاورة لها؛ لإحياء الموقع وخلق نشاط حضري ضمن الحديقة لتكون مكاناً آمناً وجاذباً لمستخدمي المحطة أو الحديقة على حد سواء، والعمل على إعادة تصميم موقع الدوار القائم وتحديثه ليتناسب والواقع المروري والمعماري المنعكس من مبنى المحطة المجاور.
محطة ساحة النوافير .
المحطة الثالثة وتقع في منطقة رأس العين، واستند تصميمها على ذاكرة المكان وشكل المباني القائمة، ومكملاً لشكل مباني ساحة النوافير ومستنداً عليه دون طغيان، مع إبقاء التناغم مع الأبنية، ومعالجة تنسيق الموقع، وربط حركة المشاة من وإلى المحطة بسلاسة، وتوفير السلامة العامة، وتأمين المنحدرات وممرات المشاة .
محطة تقاطع المدينة الرياضية .
جاء تصميم المحطة إنسانيا ليتماشى مع نقل الحركات المرورية الرئيسية إلى الجسور المستحدثة، حيث يمتد الجسر المستحدث الأول من شارع الملكة رانيا باتجاه شارع الشهيد، فيما يمتد الجسر الثاني من شارع الملكة علياء الى شارع ناصر بن جميل، ويعلو الجسران المستحدثان الجسر القائم لتأمين حركة مشاة آمنة في منطقة الدوار، وإنشاء المحطة التحويلية بمنطقة الدوار بعد سقف النفق القائم واستخدام العقدة التي تعلوه لحرم المحطة ومبانيها .
ونفذت الأمانة، ضمن مشروع الباص السريع تقاطعات الدوريات الخارجية والصحافة وشارع الاميرة بسمة، فضلاً عن تأهيل الأرصفة وتأمين المنحدرات وانسيابية حركة المشاة، وأعمال تنسيق المواقع التي تضيف لمسة جمالية وبيئية على مسار المشروع البالغ طوله 27 كيلو متر .
ومن الجدير ذكره أن أمانة عمان عملت على إعادة ترميم الأبنية والحفاظ على الأحياء القديمة لإعادة الحياة لها وإنعاشها سياحياً واقتصادياً، من أجل الحفاظ على التراث لاسيما منطقة الدوار الأول وجبل عمان، وجعلها منطقة ثقافية وسياحية يتخللها مزيج من الأبنية التجارية والسكنية ذات الطابع التراثي.
كما واصلت الأمانة مشاريع إعادة تأهيل الوسط السياحي والتجاري للمدينة، ورسم صورة جديدة للجزء القديم من عمان أهمها مشروعي ساحة الملك فيصل والساحة الهاشمية، التي سعت من خلالها لإحياء المناطق والشوارع القديمة والحفاظ على طابعها العمراني، لا سيما وسط البلد البؤرة الحضارية الأهم في عمان.